فرنسا اضطرهم الى حمل السلاح ليدافعوا عن بلادهم، وبعد خمس سنوات من الثورة استطاع الشعب بصلابة جهاده أن يرغم المستعمرين الفرنسيين على الاعتراف بحقه في تقرير مصيره، ونحن نرحب بإجراء الاستفتاء شريطة ألا يخضع لضغط أو إكراه، أو تدخل من طرف فرنسا أو غيرها، كما أن الجزائريين متمسكون بوحدة التراب الجزائري ...
ونحن مستعدون للتفاوض ضمن هذين الشرطين، ونحن واثقون من أن الشعب الجزائري بمجموعه سيصوت من أجل الاستقلال التام ضمن وحدة التراب الجزائري، ولكن ما بين الاعتراف بحق تقرير المصير وتطبيقه مرحلة طويلة تتطلب جهادا مستمرا متواصلا حتى نرغم فرنسا على تفسير حق تقرير المصير كما نفهمه نحن ويفهمه الضمير الحر في العالم، وليس كما يفهمه العقل الاستعماري الذي عودنا دائما على قلب كل المفاهيم والقيم لنتماشى مع مطامعه الغير المشروعة.
وأدلى السيد عباس فرحات رئيس الحكومة الجزائرية بتصريح قال فيه: (ان إجراء الاستفتاء حول تقرير المصير في ظل وجود مليون جندي فرنسي ما بين قوات الجيش والأمن والجندرمة يشرف عليه خبراء في تزوير الانتخابات لا يمكن أن يكون استفتاء ولن يخرج عن كونه تكرارا للانتخابات السابقة التي أجرتها فرنسا في الجزائر ...
ويمضى وهو يقول: نكشف للقارئ تفاصيل المؤامرة التي رسمها ديغول لتنال فرنسا من وراء نجاحها ما عجزت عن تحقيقه بالسلاح وفيما يلي الخطوط الرئيسية للمؤامرة التي أعدت بمهارة، وبعد دراسة التحري تصفية الثورة وفق بنودها، يوقف القتال فورا مقابل إعلان الاعتراف بحق سكان الجزائر في تقرير مصيرهم ...
أ- باسم توطيد السلم لحين اجراء الاستفتاء حول تقرير المصير يحل جيش التحرير ويجرد من سلاحه، ويلزم الثوار بالخضوع للقوانين والنظم الفرنسية القائمة تحت شعار فرض السلم ...