ان الاستقلال الذي ينتج عن استشارة الشعب الجزائري بكيفية حرة لن يكون مصدرا للفوضى والبؤس، بل ان هذا الاستقلال على العكس من ذلك، يتوقف عليه كل تقدم حقيقي، انه يضمن حرية الأفراد وأمنهم، وهو أخيرا يسهل تشييد المغرب العربي والتعاون الحر مع جميع البلدان ...
ومن البديهي بعد التحديد الكامل لهذه المبادئ أن الالتجاء الى الاستفتاء العام لا يمكن أن يكون بغير العودة الى السلم، لأن الحرب المتواصلة التي تزداد فتكا مع مرور الأيام لا يمكن أن ترجع السلم الى الجزائر ...
ان الشعب الجزائري لا يمكن أن يمارس اختياره الحر تحت ضغط جيش الاحتلال يعد أكثر من نصف مليون جندي، وما يقارب ذلك من رجال الشرطة والجندرمة والميليشيا ان ممارسة الاختيار الحر لا يمكن أن تقع تحت ضغط الطائرات والدبابات والمدافع وتحت ضغط ادارى اشتهرت تقاليده بتزييف الانتخابات ان هذا الاختيار الحر لا يمكن أن يتم بصورة كاملة ما دام أكثر من ربع السكان موقوفا في السجن والمحتشدات أو مرغما على الهجرة هذه كلها قضايا تتطلب المناقشة.
ان الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي اعترفت بها حتى الآن عدة دول هي الضامنة والمؤتمنة على مصالح الشعب الجزائري الى أن يعبر عن اختياره بحريته، انها تسير وتراقب مقاومة الشعب الجزائري والكفاح التحريري لجيش التحرير الوطني، اذن فلا يمكن بدون موافقتها أن يعود السلم، هذا السلم الذى يمكن أن يتحقق حالا لأجل هذا الغرض، فإن الحكومة المؤقتة للجمهورية مستعدة للدخول في محادثات مع الحكومة الفرنسية لبحث الشروط السياسية والعسكرية لإيقاف القتال، وبحث شروط وضمانات تطبيق حق تقرير المصير ...
أوضح الدكتور أمين الدباغين وزير الخارجية للجزائر رد حكومته على مشروع الجنرال ديغول في تقرير المصير فقال: (ان مشروع الجنرال كان في حقيقته موجها للرأي العام الدولي، وليس للجزائر نفسها، والجزائريون شعب مسالم، ولكن تمنت