للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (العالم والمتعلم شريكان في الأجر، ولا خير في سائر الناس بعد) وقد أمر صلى الله عليه وسلم كل أسير كاتب في غزوة بدر الكبرى من المشركين أن يعلم عشرة من أصحابه الكتابة والقراءة، وجعل ذلك سبيل تحرره، وأخبر بأن العلم أفضل أنواع العبادات فقال (قليل العلم خير من كثير العبادة) وقال: (فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم) وهكذا شمل ميدان العلم والمعرفة في الاسلام كل شؤون الحياة كلها.

الحكم في الاسلام: الأمة الإسلامية تستمد - نظمها وتشريعاتها من أربعة مصادر: اثنان أصليان وهما الكتاب والسنة واثنان فرعيان وهما الاجماع والقياس فعلى هذه المصادر قام المجتمع الإسلامي.

ان قواعد الحكم كلها منصوص عليها في القرآن والحديث وإذا لم يكن ثم نص يأتي الاجماع والقياس ويصبحان حجة، الشريعة الاسلامية هي جملة الأوامر الالهية وأنها معصومة من الأخطاء ترسم للمسلم أحكام سلوكه في حياته كلها دينيا وسياسيا واجتماعيا.

فرض الاسلام أن يقوم الحكم على أساس الشورى وأن يقوم التشريع على أساس الكتاب والسنة واتفاق الامام والرعية، ولا ضير بعد ذلك أن يتبعوا هذا النظام أو ذلك من نظم الانتخابية أو يعملوا بهذا الدستور أو ذاك من دساتير الحياة النيابية فكل نظام صالح ما دام قائما على الشورى مؤيدا بسند من مشيئة الامام وأولي الرأي وحقوق الجماعة.

ان قوانين الاسلام تقوم على القرآن والسنة وعلى القياس وفتوى أهل الذكر ومشيئة الاجماع، وأن القرآن الكريم يقول للمسلمين: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} يسلك كل مسلم طريقه على حسب المنهاج المبين فهو أمين على ضميره فيما يختاره من أحكام الدين التي شرعها الكتاب إجمالا، ولم يذكر تمثيل الأمثلة عليها. ولكن اذا رجعنا الى السنة نجد أن أول ما ينهى الإسلام عنه هو أن يقوم الحكم على أساس العصبية زمن أحاديث

<<  <   >  >>