للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من دعا الى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) والقرآن يقول: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى} والرسول يقول: (ان الله لا يجمع أمتى على ضلالة) ويقول: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني) ويقول: (اتبعوا السواد الأعظم) فهذه جملة قواعد الحكم في الاسلام، السلطان لا يقوم على عصبية بل على الشورى، ويغلب فيها اجماع السواد الأعظم وتجب فيها الطاعة لمن يتولى الامر كما تجب لله ورسوله.

ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن معنى العزم في قوله عز وجل: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} قال: (مشاورة أهل الرأي ثم اتباعهم) وأنه صلى الله عليه وسلم قال مرة لأبي بكر وعمر رضى الله عنهما لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما. ووضح عمل الوزير مع الأمير فقال: (اذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إذا نسي لم يذكره وإذا ذكر لم يعنه).

أما الواجب بين الأمير والرعية فقد قال عليه الصلاة والسلام: (من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) وقوله: (لا طاعة في معصية وإنما الطاعة في المعروف) وقوله: (من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة فيموت الا مات ميتة جاهلية).

وزبدة الأوامر والنواهي جميعا في هذا الواجب بين الراعي والرعية انه الأمر والطاعة في المعروف والحذر عند الخلاف من تفريق الجماعية، وعصمة الجميع أن يسمع الراعي والرعية الى النصيحة من القادرين عليها {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١)


(١) سورة آل عمران

<<  <   >  >>