وجدانهم، وكثير منهم كان يحمل الهه معه - يعبده في خلوته ويصلي مع الجماعة لتمكين سلطانه) وقد كان لهذه الحالة التي سيطرت على الخلاقة في بغداد أثر خطير في العالم الإسلامي كله لان كثيرا من ولاة الأقاليم أدركوا أن الخلافة فقدت سلطانها، ولم تكن لها الهيبة التي كانت من قبل.
أصبح الأمراء في قبضة قادة الجيش فأنف ولاة الأقاليم من هذه الحالة التي صارت إليها الخلافة، فكثرت حركة الاستقلال في أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي، وأعلنوا استقلالهم اللهم إلا ما كان من صلة تربطهم بالخليفة لأنه أصبح رمزا ليس له من النفوذ شيء.
وبهذا الاستقلال والخروج عن الخلافة الشرعية تصدعت الوحدة الاسلامية، وتشتت المسلمون شرقا وغربا.
انثلمت وحدة الخلافة وانقسمت على نفسها: خلافة عباسية في بغداد وكانت هذه الخلافة في آخر عهدها تقنع بالاسم فقط، وليس لها من النفوذ شيء، وخلافة فاطمية في المغرب العربي ومصر، وخلافة أموية في أطراف الأندلس، تفرقت بهذه الخلافات كلمة المسلمين، وانحطت رتبة الخلافة الى وظيفة ملكية فسقطت هبيتها من النفوس، فتفرق العالم الإسلامي الى دويلات، فتغلب بنو بويه على فارس، ومحمد بن إلياس على كرمان، ونصر بن احمد السلطاني على خرسان، والبريديون على واصل والبصرة والديلم، وأبو طاهر القرمطي على اليمامة والبحرين، ومحمد بن ظغج الاخشيدي على مصر والشام، كما كان المغرب العربي في أيدى الفاطميين، والأندلس في أيدى عبد الرحمان الناصر، ولم يكن هذا التقسيم ليضير المسلمين فقد بقيت هناك وحدة اسلامية لا تعترف بالحدود السياسية. وقد كان المسلم من أي قطر كان يستطيع أن يتنقل من مكان الى مكان آخر دون أن يجد أية صعوبة أو عنت.
أصبح طلاب الملك والرئاسة يعتمدون في الوصول الى الحكم على قوتهم وحدها معولين في ذلك على عصبيتهم الخاصة وبطانتهم وحاشيتهم. لا على المحبة والمشاورة من جماعة المسلمين، سن هؤلاء