للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعاونت الدول المسيحية في القديم والحديث على محاربة المسلمين أين ما كانوا وتعاونوا تعاونا كاملا على إخضاعهم، ولما ثار عبد الكريم الخطابى زعيم الريف المغربي، على أسبانيا في القرن التاسع عشر الميلادى أثارت ثورته جميع الدول الغربية، فتراكضت هذه الدول إلى مساعدة أسبانيا ونجدتها لتتغلب على عبد الكريم زعيم القوة الإسلامية،

ويزعم الصليبيون بأن الإسلام قد انتشر بالسيف، ولهذا فإنهم يقاومونه بالسيف وهذه مغالطة مفضوحة، فإن السيف لم يستعمل إلا للقضاء على طغيان الأكاسرة وجبروت القياصرة لإنقاذ الشعوب المستضعفة التى أكلها الجهل والكفر وتلاشت إنسانيتها بين سندان الكنيسة، ومطارق الفئات الحاكمة، وانتزاع الحكم من أصنام بشرية أثبتت عجزها عن قيادة الإنسانية ولا يستطيع أحد من الأوربيين أو غيرهم أن يثبت أن أحد الخلفاء أو أحدا من ولاتهم قد أتوا بشخص واحد وخيروه بين الإسلام أو القتل، والإسلام لم يؤلف محاكم للتفتيش لإجبار الناس على الدخول في الإسلام كما ألفها المسيحيون لإرغام المسلمين على اعتناق المسيحية كالتفتيش الدى أقاموه في الأندلس، وفي روما وفي كل مكان.

الإسلام دين الفطرة ودين الحنيفية السمحاء، فهو يعرض نفسه بدون قوة ولا دعاية طنانة ومظاهر جوفاء، والنفوس بطبيعتها مهيأة لقبول ما يلائم فطرتها، بل الدين الإسلامى ينهى عن الإكراه في الدين، ويأمر اتباعه بأن تكون دعوتهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

ولما عجز الأوربيون عن مقاومة الإسلام في العلانية، فبدأوا يحاربونه في الخفاء ولم يتركوا أية وسيلة من وسائل الدس الرخيص والكيد اللئيم إلا وجربوها للقضاء عليه، وأما الجمعيات السرية والحركات الهدامة التى عاثت في كيان الأمة الإسلامية فسادا وتخريبا عبر القرون على أيدى الماسونيين وأعوانهم من جيش العميان والمرتزقة ما هى إلا أثر من أثر تلك الحروب {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: ٨]

<<  <   >  >>