للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقولون: أن الإِسلام انتشر بالسيف ولكن تناسوا أن الحملات الصليبية التي جردتها أوربا لاستئصال شأفة المسلمين، والتي تحطمت على صخرة الصمود الإِسلامي بعد حروب ضارية دامت زهاء قرنين من الزمن وكذلك تناسوا محاكم التفتيش في الأندلس والتي كان حصادها ثلاثة ملايين من المسلمين، هذه المجزرة الشنيعة وقعت في صور وأشكال يندى لها. جبين الحيوان خجلا، فضلا عن الإنسان، لا ريب في أن مرد هذه الحروب الشديدة التي شنها الصليبيون على المسلمين في بلادهم يعدها مورخو الصليبية أنها على حق وصواب، وهذا ما ذهبنا إليه من أن العداوة التى كانت بين المسلمين والمسيحيين كانت عداوة دنيوية لا صلة لها بالدين، وإنما انحصرت عداوتها للإسلام لأنه هو الذي يجمع المسلمين ويكون منهم وحدة تقف في أي وجه عدو كان، ولهذا يريدون أن يمحوه من نفوس المسلمين، إن هذه الحروب تعود إلى ما قبل ألف عام فهل ثم مبرر لاستمرارها إلى أيامنا هذه.

إذا اعتبرنا أن أساس العداوة سياسى دنيوى لا روحى دينى أيقنا أن هذه العداوة من المسيحيين نحو المسلمين والإِسلام لا يزال لها مبرراتها لقد أبرز (لورنس بروان) الأمريكى في صورة واضحة عندما قال: (إذا اتحد المسلمون في أمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا، وأمكن أن يصبحوا نعمة. أما إذا باتوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير).

وإذا تأملنا العالم الغربي وجدناه عالما ملحدا لا يؤمن بدين، وعالما ماديا لا يعرف للروح معنى، إن أمريكا التي تعبد الحديد والذهب والبترول كما يقول أمين الريحانى قد غطت نصف الأرض بمبشرين يزعمون أنهم يدعون إلى حياة روحية وسلام دينى، وكذلك نرى فرنسا دولة علمانية في بلادها ولكن، نجدها الدولة التي تحمى رجال الدين في الخارج، إن اليسوعيين المطرودين من فرنسا هم خصوم لها في الداخل وأصدقاؤها الحميمون في مستعمراتها، وكذلك إيطاليا التي ناصبت الكنيسة

<<  <   >  >>