للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سياسية تهمل العبادات والأخلاق الفاضلة ولا تتمسك بالإسلام. واذا كانت دينية تزهد في المادة. وتهمل علوم الطبيعة التي تكون سببا في تقويتها وارتقائها. واذا كانت علمانية تحيل الاسلام الى فلسفة وجدل، ومن بعد تحيل العقيدة الى شبهات.

الاسلام ليس تصوفا ولا عبادة ولا أحكاما فحسب أنه دين هذه الأشياء جميعا، فلكم هدى ضالا، والآن قلبا قاسيا، وعلم جاهلا. ونبه غافلا. وأصلح فاسدا، وجمع متفرقا، ورأب متصدعا، وأصلح مختلا، ومحا ظلما، وأقام عدلا ومكن للأمم التي اعتنقته نظاما امتازت به عن سواها، فالدين كمال وزينة للشخص. ونظام للملك. وأظهر الله به النعمة على المسلمين في سلوكهم وأخلاقهم فلله الحمد.

الاسلام مهماز يحث المسلمين على جلائل الأعمال وفضائلها، ومصباح لبصائرهم يرشدهم الى طريق الصواب، وتقويم لأفكارهم يعصمهم من الزيغ والزلل، ورحمة يعطف بها قلوب بعضهم على بعض. وإحسان للبؤساء والمحرومين. إن الشعوب الإسلامية لم تفسد الا عند ما فسدت عقيدتها الدينية في النفوس وأهملت أحكامها القيمة.

الدين ليس قانونا مدينا فيه الضار والنافع، وليس نتيجة لأفكار البشر وآرائهم فيه الخطأ والصواب. بل هو شريعة فرضها الله يوم فرض الإيمان ليعمل بها عباده.

أفبعد هذا يعجب العاقل من حكم الاسلام وسيادته؟ وآسفاه لقد حسر المسلمون الكثير من الدين، ولبسوه كما يلبس الفرو مقلوبا كما قال سيدنا علي عليه السلام.

هذا ما أصاب المسلمين في عقولهم وأفكارهم وعزائمهم، ففضلوا الشر على الخير والأدنى على الأعلى، فسلط الله عليهم من يسلبهم نعمته التي أنعم الله بها عليهم. لأنهم لم يقوموا بشكرها، وابتلاهم بأحقر الأمم وحثالة الناس يلصقون بدينهم كل عيب.

الاسلام يقرر أن السلطة العامة تكون بيدي الأمة، فلا ميراث في الحكم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يعين خليفة

<<  <   >  >>