للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجب على حكام المسلمين الا يقلدوا الغرب في فصل الدين عن الدولة والا يقولوا أن الاسلام لا يحقق نهضتنا في التقدم العلمي التكنولوجي كما يقول الملاحدة الا اذا اعتنقنا مبادئ الغرب العلمانية، ونبذنا مبادئ الاسلام الرجعية هذا هـ الخطأ الذي وقع فيه حكام المسلمين من بعد الاستقلال فقلدوا الغرب في كل شيء، في الحكم والشعارات والتعليم، فأصبحوا يعلمون في مدارسهم اللغات الحية كما يسمونها، وتركوا التعليم الاسلامي، واللغة العربية فيها فأصبحت بلدان المسلمين قطعة من أوربا، ما ترى في دوائر الحكومة ومصالحها المتعددة المتنوعة في الشوارع والبيوت الا الرطانات الاجنبية لأنهم جعلوها رسمية وتركوا لغة البلاد، وكذلك التقاليد والعوائد الأوربية فإذا مشيت في شوارع المدن الكبرى تحس كأنك في أوربا لا في بلدة اسلامية لأنك لم تعثر على أي شيء من شعائر الإسلام.

فنشأت الشبيبة على حب التقاليد الأجنبية والتخلق بأخلاقهم وحب لغتهم وبغض اللغة الوطنية فأصبحت تحارب الإسلام جهارا وعلى مسمع ومرأى من الحكومة التي هو دينها الرسمي، والاستهتار بالأخلاق الفاضلة والقيم الانسانية، وصارت تنفر من كل ما ينتمي الى الوطن من عوائد وأخلاف، وتكره الشخصية الوطنية لأنها تسممت بهذا التعليم الأبتر.

وهناك بعض الدول معاصرين ليسوا من الغربيين، ولا اعتنقوا جنسيتهم وقد توصلوا إلى الصناعات الحديثة كما وصلت أوربا بدون أن يستبدلوا عقائدهم ولا لغتهم كاليبان والصين الشعبية.

كذلك المسلمون يجب عليهم أن يأخذوا العلوم التكنولوجية والأساليب الفنية والاختراعات العلمية والنظم الحديثة فتضيفها الى ما لنا من مقومات أساسية. هذه العلوم أخذها الغربيون عن المسلمين في الماضي فكانت نواة لنهضتهم الحديثة، ونحن الآن - بدورنا - أن نأخذها منهم ونعربها ونضيفها الى العلوم الإسلامية كما تفعل سائر الأمم.

<<  <   >  >>