للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا فصلوا بين الدين - الذي هو عبادة فقط - وبين العلم، فالإسلام دين العلم أول كلمة نزلت من كتابه كانت (إقرأ)، لم تكن (قاتل)، ولا (اجمع المال)، ولا (ازهد في الدنيا). (إقرأ (هذه أول كلمة أنزلت من القرآن وجاء بعدها ذكر العلم. من الله على الانسان بالعلم، لا بما أعطاه من مال ولا من قوة ولا جاه، بل علمه ما لم يعلم.

وكل علم يحتاج اليه مجتمع إسلامي، يكون فرض كفاية على القادرين عليه فهل في الوجود دين - الا الاسلام - يجعل تعلم الكيمياء والطب والطيران، من الفروض الدينية؟

الاسلام دين القوة، ولكن بلا ظلم. الاسلام للدنيا والآخرة) ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) (١) وهو يريد للمسلمين أن يصدقوا في إيمانهم بالله وأن يتبعوا الشرع، وأن يكونوا مع هذا أرقى الامم وأقوى الأمم، وأعلم الأمم وأغنى الامم، ليجمعوا حسنة الدنيا وحسنة الآخرة.

أليس القرآن فيه الشفاء من جميع الأمراض الاجتماعية؟ أليس في أحكامه العدل والمساواة بين الناس؟ ألم يأت بقوانين عادلة ما حرمت من الأشياء إلا ما فيه مضرة وفساد، وحثت على كل ما فيه مصلحة ومنفعة؟ ألم يجعل الناس أحرارا في معاملاتهم وتصرفاتهم في ممتلكاتهم ما داموا في دائرة الحق والعدل؟.

الشريعة الاسلامية وافية بحاجيات الناس، فوضعت القوانين العادلة لو طبقت لكانت كفيلة بحل جميع المشاكل، فمبادئها صالحة لكل زمان وجيل، وهى تكتب النصر والتفوق لمعتنقيها، وتخلع عليهم رداء العزة والكرامة، ومتى يثق الناس بهذا الدين، وتطمئن نفوسهم إليه يصبحون سادة كراما موفوري الكرامة أقوياء لأنه مفتاح السعادة.

لو أصلح المسلمون ما بأنفسهم واعتصموا بحبل الله جميعا كما أمروا وأصلحوا ذات بينهم لعادوا الى ما كانوا عليه من المجد والعظمة، ولو أنهم احتكموا في خصوماتهم الى كتاب الله وسنة رسوله لما اختلفوا ولو أنهم نشروا العلم الديني والاصلاح الحقيقي في أوطانهم لما تفرقوا قال الله تعالى: (ولله العزة ولرسوله


(١) سورة البقرة

<<  <   >  >>