للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمما كتبه عليها بخطه قوله في إحداها: أما بعد فقد تأملت هذه الرسالة المشتملة على تضليل وتكفير المسلمين وتحليل دمائهم وأموالهم ونقل كلام الأئمة وأنه موافق لما ادعاه صاحبها فهي في الافتراء والكذب بمكان عظيم قبح الله وجه جامعها وعامله بعمله السيء وردها واضح لمن كان من أهل الفضل فهي كغيرها من رسائلهم في ذلك فلا حاجة إلى الإطالة ومن طالع الكتاب المسمى بالصواعق والرعود في الرد على ابن سعود قضى بالعجب من أمرهم وأنهم توصلوا بالدين إلى الدنيا وقد أخمد الله فتنتهم وشتت شملهم وبقيت بقية من شيعتهم لأمر أراده الله تعالى وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم انتهى كلام الجد،

قلت: وحادثة الوهابية واستيلاؤهم على المدينة المنورة وما فعلوه بها مشهور كل ذلك وما زالوا مستمرين في سلطتهم وبغيهم يكفرون المسلمين ويدعون إلى ما عندهم من الدين، حتى أوفدت الدولة العثمانية محمد علي باشا بجيشه المصري فحاربهم وأجلاهم عن المدينة المنورة وأوقفهم عند حدهم وكان ذلك في حدود سنة ١٢٥٠.

هذا وقد قلدوا الشيخ ابن تيمية في مسائل وفارقوه بمراحل ولولا خوف الفتن الدينية والسياسية لما انتسبوا إلى ابن حنبل ولا ابن تيمية فهم وصمة في مذهبنا النقي (وأين الشقي المستهام من التقي) ولم تزل نعرتهم فاشية ودعوتهم متمادية حتى سرت إلى كل فؤاد وذكرها الناس في كل ناد وخطب بها الغمر الجاهل ودعا إليها الغر الغافل وما أشبه هؤلاء بالخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه إذ فروا من الكفر فوقعوا فيه وتمسكوا بالدين فزادوا عليه ولا شك أن الزيادة في الدين نقصان والعطاء في غير محله حرمان ولا سيما أن تكفير المسلمين كفر، والخروج عما عليه سوادهم ضلال وخسر، اللهم إلا من اعتدل فبحث متنورا، وحقق متبصرا، ناهجا منهج السلف الصالحين والحنابلة الأثريين، فقد أفرطت الطائفة الأخرى في حشوها وجمودها ومكابرتها وتقليدها والحق لا يزال بين الإفراط والتفريط ومن نحو هذا الاعتدال كان مشرب أستاذنا العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي قدس الله روحه.

وبالجملة فالفرقة الوهابية كما قال العلامة صديق حسن خان أحسن الله إليه يؤخذ من كلامهم ويرد، كما أن فيهم من يعد ومن لا يعد، وقد جرى ذكر مسائلهم في دمشق سنة ١٣١٩ فرد عليهم كل من العالمين الأستاذين الشيخ عطا أفندي الكسم والعم الشيخ مصطفى أفندى الشطي. فألف الأول رسالته الأقوال المرضية

<<  <   >  >>