للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسلام - وكان ابن عقيل يقول لا يعظم عندك بذلك نفسك في سبيل الله فهي التي بذلتها بالأمس في حب مغنية وهوى أمرد وخاطرت بها في الأسفار لأجل زيادة الدنيا فلما جئت إلى طاعة الله عظمت ما بذلتها والله ما يحسن بذل النفس إلا لمن إذا أباد أعاد وإذا أعاد أفاد وإذا أفاد خلد فائدته على الأباد ذاك والله يحسن فيه بذل النفوس وإبانة الرؤوس أليس هو القائل {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}، روى المترجم بسنده عن أحمد بن نصر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله من تركت لنا في عصرنا هذا نقتدي به قال عليكم بأحمد بن حنبل - ولابن عقيل تصانيف كثيرة في أنواع العلم وأكبر تصانيفه كتاب الفنون وهو كتاب كبير جدًا فيه فوائد كثيرة جليلة في الوعظ والتفسير والفقه والأصلين والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له وخواطره ونتائج فكره قيدها فيه قال ابن الجوزي وهذا الكتاب مائتا مجلدة وقع لي منه نحو من مائة وخمسين مجلدة وقال الحافظ الذهبي في تاريخه لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب قال ابن رجب وأخبرني أبو حفص عمر بن علي القزويني ببغداد قال سمعت بعض مشايخنا يقول هو ثمان مائة مجلدة وله في الفقه كتاب الفصول ويسمى كفاية المغني في عشر مجلدات وعمدة الأدلة والمفردات والمجالس النظريات

والتذكرة مجلد والإشارة مجلد لطيف وهو مختصر كتاب الروايتين والوجهين والمنثور وله في الأصلين الإرشاد في أصول الدين والواضح في أصول الفقه والانتصار لأهل الحديث مجلد ونفي التشبيه ومسائل مشكلة في آيات من القرآن وأحاديث سئل عنها فأجاب وله كتاب تهذيب النفس وكتاب تفضيل العبادات على نعيم الجنات وكان ابن عقيل كثير التعظيم للإِمام أحمد وأصحابه والرد على مخالفيهم وله مسائل كثيرة ينفرد بها ويخالف فيها المذهب ومن كلامه الحسن في صفة الأرض أيام الربيع وإن الأرض أهدت إلى السماء غبرتها بترقية الغيوم فكستها السماء زهرتها من الكواكب والنجوم" توفي أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله بكرة الجمعة ثاني عشر جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة وخمس مائة وصلي عليه في جامعي القصر والمنصور وحزر من اجتمع في جنازته بثلاث

<<  <   >  >>