للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد وأرعد فحظي هو بالدرهم وهم بالعيش الأرغد وأما أنت يا أبعد فإن أردت أن تموت وإن أردت أن تحرد مات البروي وانبط الأسود وقال له قائل: ما فيك عيب إلا أنك حنبلي فأنشد:

وعيرني الواشون أني أحبها … وتلك شكاة ظاهر لك عارها

وكتب إليه رجل في رقعة والله ما أستطيع أن أراك فقال: أعمش وشمس كيف تراها ثم إذا خلوت في البيت عرست الدر في أرض القراطيس وإذا جلست للناس دفعت بدرياق العلم سموم الهوى أحميكم عن طعام البدع وتأبون إلا التخليط والطبيب مبغوض وأسند للشيخ مدرستان بعد وفاة شيخه النهرواني وفي خلافة المستضيء قوي اتصال الشيخ به وصنف له الكتاب الذي سماه المصباح المضي في دولة المستضي وكتابًا آخر لما خطب له بمصر سماه النصر عَلَى مصر وحظي عنده وحصل له من القبول وحضور الخلفاء في مجالسه ما لا يكاد يوصف ثم بنى مدرسته ودرس بها سنة سبعين وذكر أول يوم تدريسه.

بها أربعة عشر بحثًا من فنون العلم وبهذه السنة انتهى تفسيره للقرآن على المنبر فسجد عليه سجدة الشكر وقال ما عرفت أن واعظًا فسر القرآن كله في مجلس الوعظ منذ نزل القرآن ثم في شعبان أسندت إليه مدرسة أخرى كتب اسمه على حائطها وبنى له دكة في جامع القصر فجلس فيها يوم الجمعة ثالث رمضان وحضر الخليفة مجالسه غير مرة وتكلم يوم عاشوراء سنة أربع وسبعين وأمير المؤمنين حاضر فقال: لو إني مثلت بين يدي السدة الشريفة لقلت يا أمير المؤمنين كن لله سبحانه مع حاجتك إليه كما كان لك مع غناه عنك أنه لم يجعل أحدًا فوقك فلا ترض أن يكون أحد أشكر له منك فتصدق أمير المؤمنين يومئذ بصدقات وأطلق محبوسين وتقدم أمير المؤمنين في هذه السنة بعمل لوح ينصب على قبر الإِمام أحمد وحصل للشيخ أبي الفرج والحنابلة بسببه التعظيم الزائد وجعل الناس يقولون للشيخ أبي الفرج هذا كله بسببك فإنه ما ارتفع هذا المذهب عند السلطان إلا بسماع كلامك وتكلم يومًا بحضرة الخليفة فحكى له موعظة شيبان للرشيد وقوله له في كلامه يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك وأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك والحاصل أن مجالسه

<<  <   >  >>