للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوعظية لم يكن لها نظير ولم يسمع بمثلها وكانت عظيمة النفع يتذكر بها الغافلون ويتعلم منها الجاهلون ويتوب فيها المذنبون ويسلم فيها المشركون.

وقال على المنبر في آخر عمره كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلدة وتاب على يدي مائة ألف وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي ونصراني وله التصانيف في فنون العلم من التفسير والفقه والحديث وهو أحسن فنونه والوعظ والرقائق والتواريخ وغير ذلك وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف عَلَى صحيحه من سقيمه وله فيه المصنفات من المسانيد والأبواب والرجال ومعرفة ما يحتج به في أبواب الأحكام والفقه وما لا يحتج به من الأحاديث الواهية والموضوعة وله في الوعظ العبارات الرائقة والإشارات الفائقة وكان من أحسن الناس كلامًا وأتمهم نظامًا وأعذبهم لسانًا وأجودهم بيانًا وبورك له في عمره وعمله فروى الكثير وسمع الناس منه أكثر من أربعين سنة وحدث بمصنفاته مرارًا ومن إنشاده لنفسه وهو بواسط:

يا ساكن الدنيا تأهب … وانتظر يوم الفراقِ

واعد زادًا للرحيل … فسوف يجدي بالرفاق

وابكِ الذنوب بأدمع … تنهل من سحب المآقي

يا من أضاع زمانه … أرضيت ما يفنى بباقي

وكان يكتب في اليوم أربع كراريس ويرتفع له كل سنة من كتابته ما بين خمسين مجلد إلى ستين ويقال أنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصل منها شيء كثير وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها وكان له في كل علم مشاركة وأوقف كتبه على مدرسته التي بناها بدرب دينار وسئل عن عدد مصنفاته فقال زيادة على ثلاثمائة وأربعين مصنفًا منها ما هو عشرين مجلدًا ومنها ما هو كراس واحد ولم يترك فنا إلا وله فيه مصنف وكان كثير الاطلاع على مصنفات الناس حسن التبويب والترتيب وقال الشيخ أول ما صنفت وألفت ولي من العمر ثلاث عشرة سنة.

ومن تصانيفه المغني في التفسير أحد وثمانون جزءًا. زاد المسير في علم التفسير. عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ. منهاج الوصول إلى علم الأصول خمسة أجزاء. جامع المسانيد بالحض على الأسانيد. الموضوعات

<<  <   >  >>