الغرب فقائم على اعتقاده بأن الثقافة العربية ذاتية تدفع بالإنسان إلى الذهاب مع الخيال، فردية تذهب بالفرد إلى الانعزال عن المجتمع في حين أن ثقافة الغرب أو ذهنيته تستجل حقائق الحياة بالتفكير الفلسفي والبحث العلمي.
"أدهم": إن المدنية الغربية مستمدة من الثقافة الأوروبية العلمية في حين أن الشرق العربي يتوه ذاهبا وراء خياله.
"ف": إن الأمر ليس كذلك، وإليكم البرهان، فهو يقول إن عصرنا عصر العلم.
ولقد بدأ ذلك العصر بثورة نفر من رجال القرن السادس عشر على العقلية القديمة التي تبحث عن علل الأولى فسيروا سنن الطبيعة وأقاموا عليها المدينة مستمدة من الذهنية الآرية.
إذ إن أصحابنا الآريين كانوا يغطون في نومهم ولم تراود أحلامهم الآلهة التي خلقتها عقلية التعاون فيهم فبلغ عدد هؤلاء الآلهة الثمانية، آلاف من الأساطير التي يراها الناظر غنية بالرمز والفن، وما هي في نظر الشرقي العربي إلا دلالة فقر مدقع في التفكير وجموح في خيال لم يدرك شيئا من الوحدة التي تقوم حقائق الأشياء عليها.
وفي هذه الأثناء كانت الحضارة العربية تحتضن العلوم القديمة وهي ممثلة بأرسطو في الاستقراء وبأفلاطون في القياسات، وما كانت هذه العلوم في ذلك العصر إلا في طور التدرج الأولي فاستولى عليها التفكير العربي لا ليدفعها إلى الارتقاء فحسب، بل ليستنبط ويعدل ويوجد.
ومما يجدر ذكره هو أن العرب حين اقتبسوا من تراث اليونان ما