الدكتور طه أن علاقات الأمم الإسلامية في حكم مصر وحكم الأمم الإسلامية لم تكن علاقات قهر عنصري واستعمار كما هي مع الإنجليز، فإذا أنكرنا مصر العربية وتجاهلنا وجودها وأنكرنا كذلك العربية في الشام والعراق وأفريقيا وتجاهلنا وجودها في تلك الأقطار فماذا يبقى فيها غير حجارة صامتة وأمم بائدة وأرض لا أهل لها.
ماذا بقي من آشور وفينيقية وفرعون وقرطاجنة غير ما أبقاه العرب في أنفسهم وغير الأمة الحية التي تمتد الآن من المحيط إلى المحيط. ونحن إنما ننتسب بصفة عامة إلى تلك الأمة الحية الوراثة للأرض المبثوثة فيها.
٢- البلاغ، عبد القادر حمزة، ٧ سبتمبر ١٩٣٣:
لعل الدكتور طه يكون قد فطن إلى خطئه ولذلك رأيناه أحجم عن الكر إلى الموضوع وآثر السكوت. والإنسان غير معصوم. وكل امرئ يخطئ ويزل، ورد المخطئ إلى الصواب ليس طريقه أن نحرق كتبه أو ننفيها من المكاتب أو نطاردها أو نفعل بها ما يشبه هذا. فما يدحض الرأي إلا بالرأي ... والآراء تتنازع كما يتنازع الرأي ولا يبقى منها إلا الذي هو أقوى وأصلح وما عرفنا كاتبا اضطهد ولو بحق إلا كانت النتيجة عكس المروم.
وليس من حق أحد أن يمنع كاتبا من الإدلاء برأي ولو كان خطأ ولكن من حق كل قادر على ذلك أن ينقد هذا الرأي بالحجة القائمة والبرهان اللائح.
وليس يعتبر العرب في كثير أو قليل أن يخطئ طه أو غيره في حقهم ولكنه يضير قضية العرب أن يلجأ إلى مثل هذه الأساليب.