وأهم علاج هذا النقص عناية العالم العربي بإيجاد طائفة تثقفت ثقافة عربية واسعة، وثقافة غربية واسعة، ثم تتولى بعد الإنتاج.
٢- أدبنا الآن يمثلنا؛ أمين الخولي:
إن أدبنا يمثلنا في هذا العصر تمام التمثيل. وليس يثبت ذلك إلا أن ننظر لحياتنا. ونتفق على من نحن الآن! ولسنا إلا شرقيين قد ورثنا حضارة لها مزاجها وكيانها. ثم طلعت علينا حضارة غربية لها مزاج آخر وكيان آخر.
وهاجمتنا محاولات لإحياء قديم أسبق من الحضارتين تثير عصبيتنا لمجد شاده الفراعين، فنحن بين هذا وذاك أشتات بدد، يذهب كل فريق إلى ناحية ويلوذ بزاوية أو يقوم فريق وسطا بين هذا وذاك، ومظاهر هذا التقسيم واضحة في حياتنا فلا أقول لك مثلا: إن في مصر دراين للآثار مصرية وعربية ودراستين للآثار: مصرية وإسلامية، ولكن أقول لك: إن لدراسة الأدب في مصر معاهد ثلاثة: كلية الآداب تجنح للثقافة الحديثة الغربية، والأزهر بكلية اللغة العربية يحتفظ بالشرقية جاهدا، ودار العلوم تميل إلى هنا حينا وتصعد عن هناك حينا.
وانظر مع ذلك في صنوف التعليم عندنا تجد المثقفين قد وردوا مناهل العلم في جامعات الغرب وتعرفوا إلى الحضارة النشطة القوية العاملة وتذوقوا أو حاولوا تذوق صنوف الفنون المبدعة في مثلها السامية، وإلى جانب هؤلاء متعلمون قد عكفوا على القديم ليس غير، فهم يحرمون الفنون ويودون بجدع الأنف لو مزقوا الصور وحطموا التماثيل، يعدون المتحف المصري دارًا للأصنام وبقية من جاهلية وثنية ثم هناك آخرون قد مروا بمدارسنا المدنية وقطعوا مراحل التعليم فيها فتنسموا ريح تلك الحضارة الحديثة واتصلوا بتلك الفنون اتصالا تاما.