للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الأدب كالعلم يجب أن يبقى حرًا، ثم إن علم النفس الحديث يبين لنا أن المصارحة في المسائل الجنيسة خير من المواربة وأن معظم الأمراض الجنسية تنشأ من المجانبة والابتعاد.

٢- توفيق دياب: الأدب المستور ١

إن وظيفة الآداب والعلوم والفنون مهما اختلفت موضوعاتها وظيفة سامية أو يجب أن تكون سامية. ذلك أن وجهة الإنسانية هي الرقي في جميع بواطن النفس وظواهرها.

وعندي وعند كثير ممن هم أجل منا مقاما في عالم التفكير وتصوير قيم الأشياء وغاياتها أن كل علوم الناس وآدابهم وفنونهم يجب أن تكون خداما وأعوانا لمثال الإنسانية المنشود، فأما أن يشذ الأدب عن سائر عناصر الثقافة وعوامل التهذيب فيجعل همه مصروفا إلى مجرد "الوقائع الحادثة" مهما تكن تلك الوقائع مزرية بالغاية الإنسانية العليا مغرية باللذائذ الدنيا، فذلك ما نخالف فيه أخانا الناقد والآخذين أخذه.

وتشمل اللذائذ الدنيا كل شهوات البدن إذا خرج بها صاحبها على حرمة الأفراد أو الجماعة أو وقف عليها من فكره وجهوده ما قد يشل معه مواهبه العليا، ونحن نزعم أن كثيرًا جدا من مادة الأدب الحديث منصرف إلى تلك الشهوات، دافعا إليها دفعًا شديدًا وكيف يتفق "الخيال المهذب الراقي" وتلك العريانة المستهترة التي لا تدع للخيال الراقي مجالا.

لو وضعنا كل شيء يقع وضعًا فنيًا لاستحالت كتب الأدب وأثار رجاله


١ السياسة الأسبوعية "مجلد ١٩٢٧".

<<  <   >  >>