أو كثير منها إلى حانات معنوية ومواخير مبتذلة له مقرها رءوس الكتاب والقارئين وأشخاصها أولئك "الأبطال" الذين يصورهم لنا "الفن الأمين" غارقين إلى الأذقان في لجج الشهوات ممعنين فيها إمعان من لا يرى في الحياة متاعا يعلو متاع الحيوان.
إن القطيعة التي يزعمها بعض الباحثين من الأدب القومي والخلق الإجماعي قطيعة وهمية لا أساس لها من الواقع إذ الواقع، أن التفاعل بين الأدب والأخلاق متواصل لا ينقطع.
٣- حافط محمود؛ الأدب المكشوف:
إن الأدب الصحيح ليست مهمته أن يصف لنا "ما تنطوي عليه مخادع الزوجين أو الخليلين من أسرار، وليست مهمته أن يبلغنا ملابسات العاشقين ومداعباتهم.
إن وظيفة الأدب في الحياة وظيفة فنية قوامها أن يصور لنا الوقائع الحادثة والحقائق الزمنية إلى جانب دخائل النفس تصويرًا صادقًا لا يداخله غلو في شيء ولا إغراق في شيء.
فالمقصود من الأدب ليس الحكمة أو الموعظة، وإنما هو أن يعطينا صورة لأنفسنا ويترك للتاريخ صورة من حياتنا، فإذا اعتبرنا ما تنطوي عليه مخادع الزوجين أو الخليلين صورة من التفسير الإنساني صحت علينا الأمانة الفنية أن نذكرها على ما هي عليه من واقع لا تغيير ولا تغرير فيه.
أما أن يكون التفضيل في هذه المواضيع مما يضعف المقاومة ويحلل المناعة بين الفتيان والفتيات فهذا شيء ليس متصلا بالأدب إنما هو موضوع الخلق الاجتماعي في الأمة.