للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- عزيز طلحة ١:

نشأ هذا النوع من الأدب نشأة سهلة لم يكلف الذين ولغوا فيه عناء ولا جهدًا فليس هو الأدب الذي يستدعي بحثا أو تمحيصا، وليس هو الأدب الذي يتصل بالدراسات النفسية بسبب, ويكفي أن ننزل عن شيء من الأخلاق, ويكفي أن نستبيح شيئا من المجون والاستهتار ليخرج الناس أسلوبًا جديدًا ينفر منه الذوق وتمجه النفس.

وإذا أنت حاولت إقناع أصحاب الأدب الرخيص بأنهم حين ينشرون مثل هذا العبث في مختلف البيئات يمنون على الأدب أولا وعلى النواميس الاجتماعية يزعمون أنك قديم, وأنك ما دمت قديما أو من أنصار القديم فأنت عدو لكل جديد.

٥- إبراهيم المصري:

أغلب الجمهور عندنا نظرًا لاجتيازها فترة الانتقال الحاضرة يعتقد أن المقصود بالأدب المكشوف: هو أدب التبذل والتهتك وتصوير المحرمات المنسية والميول المنحرفة المخزية وأن كل من يعالج هذا الأدب إنما يرمي إلى نشر الإباحية الممقوتة وأن من واجب الحكومات والمصلحين وقادة الرأي الحكام محاربة هذا الأدب وأصحابه حرصًا على أخلاق الأمة.

وليس شك أن من حق الأدب الصحيح على الأدباء المصريين٢ المثقفين ألا يقفوا سكوتًا حيال خلط كهذا. وألا يسمحوا -وهم الذين يتولون جهود الجبابرة في تعديل القيم الأدبية وتقويمها- بأن تظهر في الجو الفكري في


١ البلاغ ٢٤ نوفمبر ١٩٣٦.
٢ الهلال "يوليو ١٩٣٧".

<<  <   >  >>