حمل إلى مصر الإسلام ولكن بعد ذلك كان كحكم العرب لجميع البلاد الإسلامية مزاجا من الخير والشر ومن العدل والجور.
فنقول لصديقنا الدكتور طه أننا لا نحتاج إلى علم خاص بالتاريخ لنعرف أن حكم الإنسان للإنسان يكون فيه الخير والشر والعدل والجور. وأن كل أمة قديمة أو حديثة في كل مكان من هذه الأرض، لقيت هذه الألوان من حكامها.
والدكتور طه لم يقل هذا وإنما قال: إن مصر ابتليت بالبغي والعدوان من الفرس والعرب وغيرهم، فمعنى أن هذه خلاصة الرأي الذي انتهى إليه الدكتور طه في حكمهم لمصر وأن كفة الشر والجور رجحت عنده فاستحق عهدهم في مصر أن يذكر مقرونًا بالبغي والعدوان ليس إلا.
ومن هذا نرى أن دفاع الدكتور طه عن كلمته لا ينهض وتسويغه لها لا يستقيم وما كنا لنعنى بهذا الجدل لولا أن الدكتور طه كره أن يقال عنه: إنه أخطأ كأنما هو معصوم فذهب يكابر ولو اعترف واعتذر لكان ذلك أكرم له وأمثل به في رأينا.
٦- البلاغ، أليست مصر عربية "عبد الرحمن عزام":
تناول عزام في مقاله هذا الرد على عبارة الدكتور طه وهي:
"أنه قد فني في مصر جميع الفاتحين" قال:
عبارة الدكتور طه تطوي في نفسها معنيين: الأول أن فتح العرب لمصر وحكمهم لها كان بغيًا وعدوانًا كفتح الرومان والفرس والفرنسيين وغيرهم والثاني أن مصر ردتهم عنها! إذ أفنتهم فيها كما فعلت بغيرهم.