للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لتورثك شهرة وحسن ذكر، وما أخالك إلا كتبت ما طلب منك في غير وقت نشاطك. وليس لك من القول ما تقول فتبدع على عادتك، ومهما كانت منزلة الكتاب وكاتبه من نفسك. ما أرى لقلمك أن يجري إلا فيما يصلح إن ينسب إلى إحسانه. وحملة الأقلام مسئولون إذا اقتصروا مع المؤلفين والطابعين على مقارضة الثناء.

ولم يتعاودوهم بالنقد الصحيح، والإفراط في التقريظ شيمة المتأخرين من أهل عصور الانحطاط الأدبي في العرب. والنقد المفيد عادة نقاد الإفرنج في زماننا. ومن الأمانة للعلم والأدب أن يدل كل كاتب على مواطن الخطل في كلامه. وإلا أن تغشه وتغش قراءه فتجسم ما صغر حجمه في العيان ولا يشول مهما نفخناه في الميزان، ثم عرض نموذجا لما قال في مقدمته وقال:

بأبي أنت وأمي يا شكيب! هلا هذا بيانك الذي عرفته وعرفه فيك قومك أنا لا أطلب غير حكمك. فلا أحتكم إلا إليك! أهذا كلام ترضاه لنفسك في كتاب يبقى ... وما هذا القلق في المعاني والمباني؟

وحديث السجع ... أنت عرفت رأيي فيه ولعلك تذكر أني كنت لفت نظرك إلى ما أسميت به كتاب رحلتك إلى الحجاز "الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أسمى مطاف" وقلت لك يومئذ مهما بلغ من ثقوب ذهنه لا يدرك لأول وهلة معنى هذا العنوان المسجوع إلا بكثير من إجهاد الفكر.

وهكذا كدت باستمساكك السجع في بعض المقامات والغلو في تقريظ من ترى تقريظه أن تنسينا حسناتك علينا في كلامك المرسل الكثير وأنا على ما تعلم من أحرص الناس على تخليده وتأييده.

<<  <   >  >>