للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديثة أو في غيرها من الأقطار العربية على أساس ينكره أهلها ولا ينصتون إليه.

ذلك هو وجه الخلاف بيني وبين من يدعون إلى غير الوحدة العربية فإن كان الدكتور طه منهم فلن يمنع هذا الخلاف.

أما الشق الخاص بتاريخ الفتح العربي أو ما بعد الفتح من نوع الحكم فإن الدكتور طه لم يوضح لنا فيه شيئًا بل زاد الأمر غموضًا بالإشارات إلى ثورات للمصريين واستقلال عن السلطان العربي، ونحن لا نعلم أي الثورات أو الاستقلالات يقصد.

ومع ذلك ليس هذا جوهريا إلا إذا أراد به إبعادنا عن الحقيقة التي نريدها وهي "عربية مصر" الحديثة، ومصر الحية التي تناهض الإنجليز لتدفعهم عن هذا الوادي، وإذا لم تدفعهم عن مصر الحديثة فهل تستطيع الأصنام القائمة على جوانبه ضرًا ولا نفعًا.

٧- البلاغ، القومية العربية ومكانة مصر منها، محب الدين الخطيب:

نعم١ إن المصري مصري، ولكن مع أنه مصري هو عربي، فمصر وطنه والعربية جنسيته المنشقة من لغته وثقافته، بل من أربعة عشر قرنا على الأقل من تاريخه القومي كما أن العراقي عراقي وهو مع ذلك عربي، وكما أن السوري سوري وهو مع ذلك عربي.

مصر وطن المصري المحبوب، وهو وادي النيل، ولكنه مكان ضيق


١ البلاغ، ١٢ سبتمبر ١٩٣٢.

<<  <   >  >>