إذا أردنا أن نعرف لماذا هاجم طه حسين المازني على هذا النحو، علينا أن نرجع إلى ما قبل ذلك بعشرين سنة منذ ما هاجم المازني أسلوب طه حسين في حديث الأربعاء فقال:
والآن ما رأينا في أسلوب صديقنا الدكتور طه حسين.
الحق أن هذا موضوع يدق فيه الكلام.
تناولت القلم فكتب به الشيطان ما يأتي:
الدكتور طه حسين رجل أنيس المحضر زكي الفؤاد جريء القلب تعجبك منه صراحته ويعلق بقلبك إخلاصه ووفاؤه. ويثقل عليك أحيانا اعتداده بنفسه.
ولما كان قد ألف أن يملي كتبه ورسائله ومقالاته فإن كتبه وحديثه حين يجد في مستوى واحد، كائنا ما كان ذلك المستوى، فلست تفقد في أحاديثه ما تجده في كتابته من الخصائص والشيات ويندر في غيره مثل ذلك.
ومن شأن الإملاء أن يحول دون مط الكلام وأن يجعل الجمل قصيرة فلا تطول مسافة ما بين أولها وآخرها. وأن يغري بالتكرير والإعادة إلى حد ما، إذن أنا أخرجها من عالم الكتابة. نعم ولن أراها إلا خطبًا مدونة.
وقد صدق في قوله "إني ما كتبت فصلا إلا وأنا أعلم أنه شديد النقص يحتاج إلى استئناف العناية به والنظر فيه وأنا أقدر أن سيتاح لي من الوقت وفراغ البال ما يمكنني من استئناف تلك العناية وهذا النظر حتى إذا فرغت منه ونشرته السياسة وعرضت لغيره في مثل هذه الحالة العقلية التي عرضت له