للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها معتزما أن أستأنف العناية به والنظر فيه مستحييا أن أقدمه إلى الناس على ما فيه من نقص وحاجة إلى الإصلاح. والأيام تمضي والظروف تتعاقب مختلفة متباينة أشد الاختلاف وأعظم التباين ولكنها كانت تحول دائما بيني وبين ما كنت أريد من تجديد العناية واستئناف النظر".

ولا شك أن أظهر عيب في مقالات الدكتور هو التكرار والحشو وما إليهما من سبيل وعندنا أن علة ذلك ليست فقط إنه يملي ولا يراجع بل الأمر يرجع في اعتقادنا إلى سببين جوهريين:

أولهما: إن ما أصيب في حياته من فقد بصره كان له تأثير لا يستطيع أن نقدر كل مداه في الأسلوب الذي يتناول به موضوعاته. وليس يخفى أن المرء إذا حيل بينه وبين المرئيات ضعف أثرها في نفسه ولم تعد الكلمة الواحدة تغني عن إحضار الصورة المقصودة إلى ذهنه بالسرعة والقوة الكافيتين، فلا يسمعه فيما يعتقد إلا الإسهاب ومحاولة الإحاطة ومعالجة الاستقصاء والتصفية.

وثاني هذين السببين: أنه أستاذ مدرس وقد طال عهده بذلك والتعليم مهنة تعود المشتغل بها التبسط في الإيضاح والإطناب في الشرح والتكرير أيضا وعبارة أخرى تضطر المدرس إلى تجنب التعمق والغوص، وأن يكتفي ما وسعه الاكتفاء بما لا عسر في فهمه ولا عناء في تلقيه وتلك آفة التدريس.

٢- هل١ زادت معارفنا به قليلا أو كثيرًا؟ "يقصد كتاب حديث الأربعاء" أكنا نكون أجهل مما نحن الآن لو لم يكتبه. وأذكر أن الأدب العربي ليس إلا بعض الأدب العالمي، وأن الدكتور لم يتناول في كتابه سوى


١ ص٤٥ من كتاب قبض الريح.

<<  <   >  >>