لقد أصبح الرجل صحفيا، وكان أستاذًا، ولكنه لم يراع أدب الصحافة، لأن الصحافة تقف عن المشاهدات وهو يهيم بأودية الفروض.
ابتدأ الرجل مقالاته في مجلة الثقافة بتلخيص بعض الكتب الأدبية فكان من الصحفيين الأدباء ثم رأيناه يتحول فجأة فيلخص الأدب العربي في جميع صوره تلخيصًا يقوم على أساس الخطأ والاعتساف، ويعوزه تحرير الحجة وتصحيح الدليل، فهل يظن أنه سينجو من عواقب ما يصنع؟
هل يتوهم أن التجني على الأدب العربي سيمر بلا اعتراض ولا تعقيب، فما رأيه إذا أقنعناه بأن للأدب العربي أنصارًا يغارون عليه أشد الغيرة ويقفون لخصومه بالمرصاد.
٢- أنا١ أؤمن بأن الأدب العربي أدب أصيل وأعتقد أن من الواجب أن ندعو جميع أبناء العروبة إلى الاعتزاز بذلك الأدب الأصيل لأنه يستحق ذلك لقيمته الذاتية ولأن الإيمان بأصالته يزيد في قوتنا المعنوية ويرفع أنفسنا حين ننظر فنرى أن أسلافنا كانوا من المبتكرين في عالم الفكر والبيان.
وقد درج الأستاذ أحمد أمين في الأيام الأخيرة على الغض من قيمة الأدب العربي وكان من السهل أن نتركه يقول ما يشاء لو كان من عامة الأدباء. ولكنه اليوم رجل مسئول، لأنه من أساتذة الأدب بالجامعة المصرية ولأغلاطه سناد من تلك الأستاذية، فهو يقدر زعزعة الثقة الأدبية في أنفس طلبة الجامعة حين يريد.
فإن بدا لهذا الصديق أن يغضب من هجومنا عليه فأمامه الخلاص: