الحق أن في الأدب الفردي ما هو مادي وما هو روحاني، وفي الأدب الاجتماعي ما هو مادي وروحاني, فتعميك بأن الأدب الاجتماعي أدب مادي، وأنه هو الذي أقصده دون سواء، ظلم في الحكم لا ترضاه.
ولعل الخلاف الحقيقي بينك وبيني أنك تفضل الأدب الذي ينبع من الوعي الفردي على الأدب الذي ينبع من الوعي الاجتماعي، وأنك تفضل الأدب الذي يستوحي الحياة الاجتماعية الحاضرة وتفضل الفن للفن على الفن للمجتمع.
أو من الحق أن تستلهم الأدب اليوناني والروماني وتترك استلهام قومك وهم أولى بالاستلهام، ونحن أكبر تذوقا لما يستلهم منا وأشد انتفاعا به من غير أن ينقص الفن شيئا.
أيعجبك أن ينصرف الأدباء كلهم إلى وصف لوعة الحب والاستمتاع باللذة والتغزل في الخمر، ولا يتعرضون لمكبلين بالأغلال يجب أن يكفوا وإلى غارقين في الجهل يجب أن يتعلموا ومصابين بالخمول يجب أن ينشطو أو لاصقين بالأرض يجب أن يعلوا إلى السماء ثم تقول الفن للفن وماذا يضير الفن لو نظر إلى المجتمع فرفعه كما فعل برناردشو وتولستوي وأمثالهما.
توفيق الحكيم ١:
مناقشتنا تقوم في جوهرها على الرغبة المجردة في الوصول إلى غرض واحد. هو كيف نبلغ بأدبنا العربي قمة الكمال!
النية واحدة لا ريب. ولكن السبل مختلفة فأحمد أمين يرى أن أدبنا