الشيوخ يستصرخ المسلمين، ويستغيث برئيس الوزراء علي؛ لأني -فيما زعم مسخروه- عرضت الدين للخطر.
نعم، وزعم هؤلاء الشيوخ الأزهريين الذين أبرقوا إلى رئيس الوزراء من أقصى الصعيد يستغيثون به لأن الصحف نقلت إني عرضت الدين للخطر.
وقال الدكتور طه أنه سافر "مغيظا محنقا على هؤلاء الناس الذين يتخذون الدين والسياسة وسيلة للكيد وبث الفساد في الأرض ليعلموا أن الدين أثبت وأمكن من أن يعرضه للخطر رجل كائنا من كان".
وذكر الدكتور طه ذلك الرجل الذي لم يكن يعرفه إلا بما كان بينهما من خصومة سياسية عنيفة. والذي وقف أمام البرلمان وهو يتألف من كثرته الحزبية وقفة الحزم والمروءة والإباء والدفاع عن حرية الرأي "نعم إني لجاحد منكر للجميل إن نسيت موقف علي باشا الشمسي أمام النواب وأمام الشيوخ وأمام أولئك وهؤلاء من السعادة وأصحاب الكيد، لا يضطرب ولا يتردد ولا يفرط.
"أأذكر عدلي وموقفه يوم ثارت الثائرة؟ كلا فما كنت أنتظر من عدلي غير هذا. أأذكر ثروت وموقفه يوم استقلت فرفض الاستقالة. ويوم سعى إليه الساعون وكاد عنده الكائدون فأبى إلا أن يكون وفيًا شريفًا.
أهداف الكتاب:
استهل الدكتور طه حسين بحثه على هذا النحو:
هذا نحو من البحث عن تاريخ الجاهليين ولغتهم وأدبهم جديد، لم يألفه الناس عندنا من قبل، وأكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه، وبأن فريقا آخر سيزورون عنه ازورارًا ولكني على سخط أولئك وازورار هؤلاء أريد أن أذيع هذا البحث. وبعبارة أصح أريد أن أفنده، فقد أذعته قبل اليوم حين تحدثت به إلى طلابي في الجامعة وليس سرًا ما نتحدث به إلى أكثر من مائتين.