في ماضيه فإن الحق وحدة قائمة لا يقوم جزء منها إلا على جزء فلن يقوم حق جديد إلا على أساس من حق قديم.
القاعدة البسيطة هي التي يمكن العلم بها من تجديد ثرائه وتنميته، وهي القاعدة التي ينبغي أن يسير عليها فيحتفظ بتراثه الكثير القيم فلا يغير منه إلا بقدر ما يجدده وينميه.
ولا ننسى أن قد كان للشرق ماض باهر في العلم والأدب والدين والاجتماع هو لنا تراث ينبغي تجديده، وإن هذا التراث منه الحق اليقيني الذي نسي بتطاول العهد وتجديد هذا يكون بالتنقيب عنه وإحيائه وفيه ما هو بين الاحتمال واليقين وتجديد هذا يكون باستعماله وارتقاب الفرص في تمحيصه والترقي به شيئًا فشيئًا إلى مرتبة اليقين. ثم لا تنسى أن كل ما أسلمته إلينا أجيال العلماء من السلف إنما هو في مرتبة الرجحان على أقل تقدير.
الرد على نقطة:"نسيان القومية والدين شرط أساسي من شروط البحث العلمي".
إنه ذهب إلى أن نسيان القومية والدين شرط أساسي من شروط البحث العلمي، فإن كان أراد بذلك على الباحث ألا يخفى بعض الحق أو يتراخى في استيفاء الدليل العلمي محاباة لقوميته أو إرضاء لعاطفته فقد أصاب. أما إذا كان أراد أن الإنسان لا يستطيع أن يكون ذا عاطفة قومية أو دينية من غير أن يحابي أو يداجي في العلم فقد أخطأ ولم يصب، إن الإنسان يستطيع أن يراعي الدقة العلمية التامة في البحث وهو متذكر دينه كل التذكر ومعتقد صحته كل الاعتقاد. غير مجوز على قرآنه خطأ أو توراته. بل إن التدين