للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٦- هذا الوطن المصري، سلامة موسى:

لسنا في دعوتنا إلى درس الفراعنة رجعيين، لا بل نحن ندرس هذه الحضارة بروح يقرب جدًا من الروح الديني فإننا نزداد صلاحا بهذا الدرس إذ نجد فيها الأسباب الكبيرة لأن يحب بعضنا بعضا. فنحن أسرة قد عشنا في هذا الوادي أكثر من عشرة آلاف سنة وليس فينا مصري واحد كائنة ما كانت البقعة التي يعيش فيها إلا وفيه قطرة من الدم الذي جرى في رمسيس وخوفو ومنقرع وأخناتون.

ولكن بعض الناس يتهموننا بما يسمونه "الفرعون" وهذه اللفظة لم تجر قط على قلم واحد من الكتاب المصريين في صدد الدفاع عنها وإنما هم اخترعوها لكي يشتمون بها، وقد بلغ السخف بأحدهم أن يقف في منبر مصري ويشتمنا على هذه الفرعونية المزعومة ويسب الفراعنة. وهم يقصدون بالفرعونية أننا نريد أن نجحد العرب ونرجع بالناس إلى ديانة الفراعنة وأنظمتهم، وهذا سخف لا يعرفونه هم أنفسهم ولكنهم يتوسلون به للطعن فينا.

ثم يدعون علينا الدعاوي في الكراهية لوحدة العرب بل يتهموننا بخدمة الاستعمار بتفتيت الوحدة.

وليس في العالم كله صحف تدافع عن الأقطار العربية وتعنى بأخبارها كالصحف المصرية، ولكن مجهود هذه الصحف لا يعترف به إذ هي لا تكتب في الليل والنهار عن الوحدة العربية ولا تنغمس في دعاية تعترف أنها تعد الآن سخيفة وأن الوقت لم يحن لها.

<<  <   >  >>