للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كرم ملحم كرم، صاحب العاصفة "بيروت"١:

الرغبة في رؤية الكتاب المصريين في الصف الأول حملت جريدة العاصفة على أن تحذرهم من داء كمن في نفوس بعضهم.

وكانت مقاطعة السوريين لمؤلفات طه حسين ومناداتهم بإحراقها؛ فوقفت منذ تلك الدعوة المقاطعة موقفا حملنا على الميل إلى الصفاء والسلام، وقلنا للغاضبين لماذا إحراق الكتب وفي إحراقها دليل على التقهقر والتأخر فاكتبوا إلى الرجل واطلبوا منه الاعتذار، وفي اعتقادي أنه سيعتذر عن خطأ لم يقصده وإلا فالمجال أمامكم فسيح لا لإحراق كتبه بل للامتناع عن شرائها وقراءتها.

هذا ما قلناه والدكتور طه حسين اعتذر بمهارة وحذق.

نعم؛ نحن تمادينا فيما كتب عن إحراق كتب طه حسين وقلنا: إن بعض الكتاب المصريين يتناسى حيث يكتب أن هناك شعبًا غير الشعب المصري مع أن هناك في العالم العربي البلدان الوسيعة وفي كل منها أدباء لا يقلون عن الأدباء المصريين شأنا. ولو اتفق لهؤلاء أن يقيموا في بيئة كالبيئة المصرية لمشوا في الصف الأول من صفوف أدباء العرب٢.


١ البلاغ ٢٣/ ١٠/ ١٩٣٣.
٢ تعليق: هذا العرض يدل على شيء واحد. وهو مدى، أحدث الاستعمار في مصر من بلبلة للأقطار بين الشرقية والفرعونية والإسلامية والعربية والإقليمية والشعوبية والتغريب وذلك حتى تظل محجوبة عن الاتجاه الواضح الصحيح وذلك في نفس الوقت الذي كانت الأمة العربية تتطلع إلى "مصر" كمركز لقيادة الحركة العربية ولكن هذه الهزة كانت بمثابة يقظة وتطلع وكانت دفعة للسير في الطريق الواضح وهزيمة لدعاة الشعوبية الذين تساقطوا من بعد كأوراق الخريف ثم لم يلبث الاتجاه العربي أن أصبح حقيقة واقعة.

<<  <   >  >>