فسكت سكوتا مسخوطا عليه من الأكثرين, وصفق له الأقلون، وقد علمت بعد الخروج أن أكثرهم من غير المسلمين وأقل من ملاحدتهم.
٢- قلت١ فيما ذكره الخضم من المقدمات من نابغات النساء أن المرأة إنسان فلا يستنكر أن يظهر في بعض النسوة عالمات فاضلات ومهذبات نابغات، وأن وجود من ذكرهن دليلا على مساواتهن للنابغين من الرجال على قلة أولئك وكثرة هؤلاء، وأن سياسة الأميرة نازلي لا تسمو فتصل إلى سياسة سعد باشا وإن زعم أن اجتماعات قصرها كانت هي العاملة في تكييف ملكات التفكير العام عنده.
وإنما الفضل الأول لتكوين ملكات التفكير في عقل سعد هو الأستاذ الإمام ثم قلت منها ما سماه "حق الوجود واستنشاق الهواء" أنه ثابت بنفسه في الواقع وخلق الخالق فالكلام فيه من تحصيل الحاصل فلا يحتاج وجود النساء إلى إثبات الخطيب له بالدلائل فالنساء موجودات بدون حاجة إليه، إنما الباطل هو استدلاله به على وجوب تمزيق المرأة للحجاب والستور الذي يعبر عنه بالسفور واختلاط النساء بالرجال الذي ذقنا مرارته وتجرعنا غصصه، بخروجهن كاسيات عاريات يسبحن مع الرجل على شواطئ البحار ويرقصن معه في مواخير الفساد.
أما حق المرأة في التعلم فقد قلت فيه: إن الله تعالى فرض طلب العلم على النساء كما فرضه على الرجال فهو واجب عليهن في الدين وحق لهن على الوالدين والأولياء, ومن العلم ما هو واجب عيني على الصنفين وما هو واجب كفائي ومنه ما هو واجب عيني على أحدهما دون الآخر كالأحكام