البلاء لا تشتمني يا سيد سباعي فحسبي ما أعاني من البلوى بمحنة النقد الأدبي. ألا تراني أحاور أناسا لا أرتضيهم نساخًا لمقالاتي ومؤلفاتي.
لقد لامني الناصحون على ما اقترفت من التنازل إلى مساجلة بعض الناس. فهل تعرف كيف كان جوابي؟
لقد أجبت بأن الأدب كالعلم، والعالم يشرح جسد الضفدعة كما يشرح جسم الإنسان، فمن واجب الأديب أن يفهم أن لا عيب في أن يهتم بتشريح ما يضاف إلى الأدب لو صدر عن نكرات، لا تشتمني يا سيد سباعي فأنا رجل "شتيم" وذلك حرف لا يخفى عليك، لا تشتمني فما أملك محاسبتك ولو أردت الانتصاف لنفسي، وماذا أقول في تجريحك ولست بشاعر ولا كاتب ولا مؤلف ولا خطيب.
إن قلبي ليكتحل بالغبار الذي يثيره قلمي، فمن طاب له أن يلقاني في ميدان النقد الأدبي فليوطن نفسه على مكاره لا يصبر عليها لأواؤها غير الخناذيذ.
السباعي بيومي ١:
تدعي أن صديقا عزيزا قال لك: لم يرضني تحديك للأستاذ السباعي فقد كان يتفق أحيانا كثيرة أن يجعل مقالاتك من موضوعات الدرس في دار العلوم وذلك من شواهد الإعجاب, ويظهر يا دكتور أن هذا الصديق من الخبثاء الظرفاء الذين عرفوا فيك ما قرره ابن المقفع من أن عجب المرء بنفسه أرحب باب يدخل عليه منه الضاحك عليه والمضلل له، فهو قد أضلك