للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضحك عليك بما تخيل فتحققت، وما كان لشيء من مقالاتك أن يكون موضع الدروس في دار العلوم، ولو حدث ما سميت دار العلوم.

ويقول: إنك لن تصفح عني أو أشتغل محررًا متطوعًا بالرسالة ثلاث سنين وما هذا لي بالتهديد فما أنا ممن يضيرهم التحرير ولا ممن تعودوا أخذ أجر ما يكتبون لأني أكتب للكتابة لا طمعا في مال.

ولذلك يصدر ما أكتب من غير كلفة ولا إكراه.

وسأعلمك بأن ماضيّ لم يكن قائما على خدمة الكامل وحده وأن تهذيبي له لم يكن عملا يقوم به أحد النساخين بدراهم معدودات وذلك إنما أقفك عليه من أنه كان خدمة يعرفها العارفون.

وتزعم أنك قضيت دهرك ممتحنا بعداوات الرجال، ورجائي أن يكون رجلا فيما أصبت به عدائي، وأن لا تغالي في عدم العطف على ذلك الذي أزمعت تركه لأني ترديت لك ثوب العقوق، والحقيقة يا دكتور أنه لا عطف منك ولا عقوق مني إليك، وإنما هو نقاش وحسب يتطلب منك أن تكون الجلد الصبور.

قلت: "فليواجهني إن استطاع وأنا ماض إليه بقلم أمضى من السيف وأعنف من القضاء" وستعرف أينا الذي سيكون قلمه أمضى من السيف. إما أن قلمك أعنف من القضاء فمعاذ الله أن أشاركك هذا الكفران.

وإذا بك تقحم الدكتور طه حسين في الموضوع بأنه أتعب نفسه في النيل من دار العلوم ولم أغضب مع أني أستاذ بها، وهذا غير ما كان يا دكتور، فقد كتبت في الصحف ولكنك لم تقرأ، كما لم تعرف ما ضحيته ومازلت مستعدا لتضحيته في سبيل الدفاع عن دار العلوم، ثم توغل في الإقحام فتدعى

<<  <   >  >>