للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أن هذا اليوم الذي يجمد فيه العلم ما يزال في رأي الأكثرين بعيدا.

الدكتور طه حسين: العلم والدين ١:

من الحق أني فكرت في هذا الموضوع وكتبت فيه قبل صديقي هيكل وعزمي. وفي الحق أن السياسة اليومية قد نشرت لي في ربيع سنة ١٩٢٣ فصلا غضب له مولانا الشيخ بخيت غضبا شديدا لأنه كان يمس مولانا الشيخ بخيت حين ألقى محاضرة في الرد على رينان.

وفي الحق أيضا أني كتبت في العلم والدين وما بينهما من خلاف فصلا آخر كنت أريد أن أنشره في السياسة إبان تلك الضجة العنيفة التي أثيرت حول الشعر الجاهلي ثم بدا لي فتركت هذا الفصل في زاوية من زوايا مكتبي.

وقد تكون الحالة جديدة في مصر ولكنها قديمة في أوربا.

إني أعلن في صراحة ووضوح أن العلم شيء والدين شيء آخر ومنفعة العلم والدين في أن يتحقق بينهما هذا الانفصال حتى لا يعدو أحدهما على الآخر وحتى لا ينشأ من هذا العدوان في الشرق الإسلامي مثل ما نشأ في الغرب المسيحي.

إن صيدقي هيكل يرى أن ليس بين الدين والعلم من خلاف وأن هذا الخلاف لا يمكن أن يكون, وإنما الخصومة بين رجال الدين ورجال العلم وهي خصومة على الحكم والسلطان لا على الدين والعلم.

أحب أن ألفت صديقي هيكل إلى أمرين عظيمي الخطر: الأول أن


١ السياسة الأسبوعية ١٧ يوليو ١٩٢٦.

<<  <   >  >>