الأجداد والأحفاد مما سكبته طبيعة الوادي في وجودهم من حياة نفسية.
كلنا صفق طربا لاكتشاف آثار توت عنخ آمون، وكلنا ملأ ماضيه فخرا بمدينة هذه الأسرة الثامنة عشر الفرعونية على ما بيننا وبينها من آلاف السنين.
وإذا كان لنا من آثار الأقدمين المتصلين بنا هذه الصلة النفسية الوثيقة ما يطوع لنا أن نجدد مصر القديمة كما جدد الغربيون اليونان والرومان، وكان لنا من وراء ذلك مطمع في أن نقر في مصر حضارة قوية متينة كالحضارة التي أقرها الغربيون في أوربا فمن الجريمة على أنفسنا وعلى الوطن أن ننهى عن ذلك أو نقصر فيه أي تقصير، والسبيل إلى ذلك كله هو البحث عن موضع الاتصال بين مصر القديمة ومصر الحديثة في ميادين الأدب وكتبه والعقائد وطقوس العبادة.
٣- وكتب الدكتور حسين هيكل، ملحق السياسة "٢٩ سبتمبر ١٩٣٣":
بينما كنت في لبنان في شهر يوليو الماضي قصد إلي صحفي يتحدث في شئون وفي أخرى وكان من بين ما سألني عنه هذه "الفرعونية" التي أدعو إلى بعثها في الأدب وفي غير الأدب.
وقد كان يبدو عليه شيء من الإنكار للفكرة الغربية التي تشغل أذهان رجال الشرق العربي وقلوبهم جميعًا، ولأنها فيما يقول لا فائدة منها بعد أن غزا الإسلام بلاد هذا الشرق العربي فعفى فيها على كل أثر قبله. وأحل بها حضارة جديدة لا صلة بينها وبين ما سبقها من الحضارات.