على تلك العمامة وما كان تحتها من أدب. ويا خيبة الأمل فيما آلت إليه في صورة البرنيطة المطربشة ثم الطربوش المبرنط.
أما الدلال يا دكتور، وأما التجني يا مبارك، فإن كان يوسف الجديد المتقمص في ثياب الأستاذ الدكتور زكي مبارك ابن قرية سنتريس قد سحر بهما بنات باريس فهذا السحر خيال باطل في نظر غواني المغاني بشارع عماد الدين.
ثم ذكر قصة تأديبية لأستاذه "منصور أحمد" الذي ذهب إلى باريس, وكان زكي باشا طالبًا بالمدرسة التجهيزية بدرب الجماميز "وقد صادفته العناية المقلوبة فذهب إلى باريس وعاد مثل ما قيل عن زميله الصعيدي: "جاموسة طماوي تضرب بالفرنساوي" وكان يتشدق باسم فلان ويشيد باسم فلان.
وفي أثناء دروسه على الأوكسجين وحمض الكربونيك يتمخض بالكلام عن غرام نساء باريس به وبجماله، واحدة واحدة وسربا سربا وأفواجا أفواجا. فما كان من التلميذ الخبيث "أحمد زكي" إلا أن قال له ذات يوم: "يا دكتور ماعندكش مراية" فانهال عليه بالسب والشتم، فهل في فعلنا نحن بالأمس, أنهم يخدمون الأمة ويخدمون أنفسهم، وحينئذ فقط يكون جديرًا بالجواب.
أما إذا سكت التلاميذ واستمرأ الأستاذ "د. م" هذا النوع من الغطرسة الكذابة والعجرفة الفارغة فإنهم يكونون مسيئين إلى أنفسهم وإلى أمتهم ويكون السكوت خيرًا من الإجابة.