إكليل الشوك والغزال الأعمى وهي أيضا من هذه المآخذ, وبينما كنت أقلب مجلة البيان وجدت مقالا طويلا عنوانه "تناسخ الأرواح" منسوبا إلى المازني فإذا هو مأخوذ من أوله إلى آخره من مقالات أديسون الكاتب الإنجليزي الشهير في مجلة السبكتاتور.
ثم اطلعت على مقالات المازني في ابن الرومي والجزء الأكبر منها ليس في ابن الرومي بل في العبقرية والعظماء فإذا أجزاء كبيرة منها مأخوذة بعضها من كتاب عنوانه شكسبير تأليف فكتور هيجو الشاعر الفرنسي. وبعضها من مقالات كارليل الأدبية، فنبهت المازني إلى ذلك فقال: ماذا أصنع إذا كنت أكتب الشيء ولا أعرف أنه ليس لي، هل أطوف على الناس أسألهم هل رأوه من قبل. "هذه كلمة من رسالة بعث بها إلي".
وليس الأمر مقصورًا على ما ذكر فإن أحد أدباء مصر هو مصطفى أفندي علوة كان قد جمع كتابا ذكر فيه مآخذ كثيرة زعم أن المازني أخذها من كتاب واحد فقط وهو كتاب "الذخيرة الذهبية" في الشعر الإنجليزي.
وقد جمعنا مجلس فأخذ أحد الأدباء الأفاضل وهو عبد الحميد أفندي العبادي ديوان المازني وكتاب الزخيرة الذهبية الإنجليزي وجعل يقارن بين أبيات المازني وأبيات الذخيرة حتى أدهش الحاضرين، وقد أرسل إلى المازني قصيدة عنوانها الإنذار فإذا جزء منها مأخوذ من قصة "قابيل" للشاعر الإنجليزي بيرون ... إلخ.
ولا أريد أن أذكر مآخذ المعاني المفردة والأبيات المتفرقة. ولكني اكتفيت عن المقال بذكر ما قدرت أن أحصيه من المقالات والقصائد التي أخذت كاملة.