بكل ما أعان على ما صرت إليه. أقول ذلك مباهيًا شاكرًا فضل الله علي أنه لم يضيعني وأن كتب لي نعمة الاتصال بشكري، وإني لأرجع البصر في حياتي وأتساءل ماذا عساي كنت أكون لولاه؟ فلا أجد عندي لهذا جوابًا وأدير عيني في نفسي وأبحث عن نزعة لم يكن هو غارس بذرتها إذا لم يكن هو الموحي بها فلا أهتدي.
ومن طول ما عرفته وفرط ما ملأت نفسي به صرت على البعد والقطيعة أستطيع أن أستوحيه فكأننا ما تباعدنا ولا تجافينا، ولقد تذمرت له وغدرت به ولكني والله ما كرهته قط ولا انطويت له في أحلك ساعات النعمة إلى على الحب والإكبار.
وشكري وحده هو المظلوم المغمور ولا نكران أنه هو الذي حجب نفسه عن العيون وطوى آثاره وكيف عن نشرها وأصر على ذلك سبع عشر عامًا حتى نسيه الناس.
ولكن من له مثل فضله ومزاياه إنه يحب إكراهه على الظهور رضي أم سخط.
٧- العقاد؛ اعترافات المازني ١:
من اعترافات الأستاذ المازني الأخير قوله وهو يذكر الأستاذ عبد الرحمن شكري "نعم كنا زميلين في المدرسة ولكنه كان ناضجا وكنت فجا، وكان أديبا شاعرًا واسع الاطلاع وكنت جاهلا ضعيف الشخصية قليل العقل فتناول يدي وشد عليها وأبت له مروءته أن يتركني ضالا حائرًا أنفق العمر سدى وأبعثر من العبث ما لعله كان في نفسي من الاستعداد وكنت أقرأ ابن الفارض