للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقاد فكل ما يعيب العقاد فهو صحيح ولو نطقت به القمل والنمل والخنفساء.

وقد روى في إحدى المجلات أنني سرقت قصيدة غزل فلسفي من قصيدة شلي "أبيسكديون" وسرقت قصائد الآثار من ثيوفيل جونيه؛ روى هذا وصدقه مع أنه لا يعرف الإنجليزية ومع أن الزاعمين لم يجرءوا على ترجمة بيت واحد من تلك القصائد التي زعموا أني سرقت منها ولكنه يحقد على العقاد فسحقا إذن للأدلة والبراهين ومرحبا بكل تهمة يفتريها المفترون جزافا بغير دليل.

إن كان في ذرات لحمك ودمك يا حاسدي المسكين ذرة واحدة لم يهرأها الحقد علي فاعلم إذن أنني لست أفعل ذلك لأنني لست أحب أن أبادل شلي وجونيه أو شاعرًا أكبر أو أصغر بما أقول.

٢- فإنما١ أكتب وأنظم لأعبر عما في نفسي لا لأنقل ما عبر به الناس. إنني لا أعمل غير أن أكتب فيقرأ الناس. ما احتلت قط على الشهرة بحيلة ولا توسلت إليها بغير هذه الوسيلة، فإن بلغ جنون الضغينة ببعض الموتورين أن يطلبوا مني كف الناس عن قرائتي شفاء لضغنهم وقضاء لوترهم فالطالب مجنون وليس المستمع بمجنون.

لقد مضى زمن اللغو. لقد مضى زمن السحرة. لقد مضى زمن الشهرة بأمثال هذه الأساليب. لقد نشأ في العالم العربي قراء لا يأخذون بالأوهام ولا يدينون بعبادة الأصنام، فإن كان الرافعي وأضرابه يحسبون أنهم نالوا من كاتب هذه السطور منالا في العالم العربي بما لوثوا به صفحات


١ الجهاد ٢١ مارس ١٩٣٢.

<<  <   >  >>