للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرسائل والمجلات فلتسمعوا كلمة الأستاذ محمد الحليوي في صحيفة الزمان إذ يرد على سفاهة الرافعي فيقول:

أما العقاد فحسبك أن أبحاثه في الأدب ومقاييسه في النقد قد وجهت الأدب العربي بحق إلى وجهة جديدة وأماطت اللثام عن أصنام من خشب وجبال من طين, وحررت العقول من عبودية أمساخ القبور وأحلاس القديم الذين قيدوا حركة الأدب, وقتلوا فيه كل روح.

فليكتب الرافعي ما ينضح به إناؤه وإناء أمثاله فقد عرف أدباء تونس وغير تونس مكانه من عربات المجالس البلدية قبل أن يعرف هو مكانه من تلك العربات وسيزداد الناس علما به وبي كلما ازداد.

٣- من الرافعي إلى العقاد ١:

قرأت اليوم في الجهاد رد صاحب وحي الأربعين على ما كتبته عنه في البلاغ وهو رد ظهر فيه العقاد طائرًا بالكلام على وجهه مثيرا حوله عجاجة من السب كما يفعل العامة إذا طار بها الرعب في عرض البيد وخفق بها الفزع خفقة البرق وحاولت أن تسب السماء بغبار الأرض, فذكر لي فزعه هذا أو غيظه مع إشاعة في الدعوى وتعريضه إياها إلى ما يفوت عرض الغرور وطوله هذا النفخ وهذه الصولة وهذا التفعي والتثعثن أنيابا فيها السم فاقع وما دروا أن من الحيات أفاعي كل سلاحها أن تنفخ نفخها وتصول صولتها وتنشر مقالتها, وهما وخداعا وإرهابا للحشرات الضعيفة وسحرا لبغاث الطير ثم ليس معها بعد ذلك شر ولا خير.


١ البلاغ ٢٣ مارس ١٩٣٣.

<<  <   >  >>