للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكرني فزع العقاد بمثل ما كنت قرأته في النسخة التي عندي من كتاب كليلة ودمنة ويعرف الأدباء الذين قرءوا كتابي تحت راية القرآن أنه ليس في العالم كله نسخة أخرى مثلها.

يعرف العقاد معرفته الشرق والغرب والشمال والجنوب أننا لا نعبأ به ولا نعده أديبا ولا نقيم له وزنا في العربية ولا نخشى سفاهته ولو جعل الجهاد جهادًا فنيا نحن وهذا كله ما قلناه له في وجهه ونعتقد يقينا أننا قلناه له في قلبه.

ورأينا في العقاد أنه لو صح فيه مذهب التناسخ وتناسخ في هذه الأرض ألف مرة لما كان في واحدة منها عف اللسان ولا كريم النفس ولا وفيا لأحد ولا شاكرًا لنعمة ولا معترفا بحقيقة وليس من العقاد إلا العقاد.

ولعله يسره أن يعلم أنه أضحكنا بسفاهته ضحكا لا عهد لنا بمثله إلا أن نرى شارلي شابلن في السينما.

قال الأستاذ "بنطلونه وحذاؤه" وهو يعنينا: ما كتب هذا الرجل حرفا عني إلا ليقول: إنني لست بكاتب ولست أحسن فهم الشعر والبلاغة.

وقال: وما كتبت حرفا في النقد والبلاغة إلا سعى إليه يقرؤه ويحفظه ليسرق منه ما يصل إلى عقله الكليل.

قلنا كذب والله أنه ليهلك في صفحة واحدة لو أراد أن يعارض صفحة مما نكتبه. وليحتكم إلى من يحسنون الكتابة ليرى في قراءتهم كيف خلق الله وجهه البياني كأنه "بروفه" مطبعية ملقاة بدون تصحيح.

إن العقاد إنما يريد بهذا الزعم أن يشرف نفسه كما أراد من قبل حين

<<  <   >  >>