للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتب في الجزء الثاني من الديوان يزعم أننا أخذنا من نقده لنشيد شوق وقد نشرنا هذا في سنة ١٩٢١ ومع ذلك عاد إليه اليوم فنقله في الجهاد ويظنه برهانا جديدًا ونعرفه نحن إفلاسا جديدًا، فإن هذا المغرور يعلم في ضميره الذي يحاول أن يخبأه حتى من الله جل جلاله, يعلم أنه هو نفسه كان قد وقف طبع كتابه "الديوان" حين علم أننا سننقد نشيد شوقي، وأشاعت جريدة الأخبار نبأ هذا النقد وذلك لينقل ما نكتبه ويفخم به شأن كتابه ويستعين بنا على عدوه شوقي، فلما أبطأنا في طبع النقد كتب هو تلك الرقاعة التي سماها نقدا ونشرها, حدثنا بذلك صديقنا الأستاذ المازني وكان شريكه في كتاب الديوان وخير هذا الحديث أني كنت معه في جريدة الأخبار فرأيت في يديه جزء الديوان الذي زعم فيه العقاد مزاعمه الشخصية فبعد أن قرأت ما كتب عني قلت له: كنت أظن العقاد عاقلا فإذا لطوله معنى, فقال: إن شاء الله لا يجد للقصر معنى, ثم سألته: كيف أنى للعقاد أن يزعم هذا الزعم؟ وهل ذلك رأيه في اعتقاده؟ أم رأيه في ادعائه، فقال: إننا كنا نرقب ظهور نقدك لننقله, ونكتفي به, فلما تأخر كتب العقاد كتابه, ثم اطلع على نقدك بعد ظهوره فرأى فيه كتابا من الأستاذ منصور عوض مؤرخا في ١١ ديسمبر وهو بعد ظهور الديوان, فظن بعد ذلك أنك نقلت عنه, فقلت لهذا الصديق: إنك تعلم أني شرعت في الطبع قبل أن يخط العقاد حرفا, ولهذا انتظركما يقول, ثم تعلم أن فلان باشا سعى عند أمين بك الرافعي رحمه الله ليجمعني به فيتفق على أمر من الأمور لأكف عن نشر هذا النقد وقد كنت تراه رجاني وإني من أجل ذلك وقفت طبع النقد مدة, وفي أثناء هذه المدة جاءني كتاب الأستاذ منصور عوض ثم تم سيئ وأخفق سيئ فمضيت في إتمام الطبع, وكان هذا سببا في خروج كتابي متأخرًا

<<  <   >  >>