للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأقرني الصديق على ذلك، وقال: إن العقاد لم يكن يعلم هذا ولم تبق فائدة في أن يعلم.

فقلت: ولا كانت على مضرة في أن يجهله.

هذا هو حديث الإفلاس الجديد الذي استخرجه العقاد من دفاتره القديمة فإن كان أهلا للخجل فليخجل، وكل ماكتبته هنا أشعته بين جميع أصدقائي من يومئذ.

٤- من إسماعيل مظهر إلى العقاد ١:

هاجمني اعتباطا وانتقض فيه ارتجالا، كأن ما طبع عليه العقاد يأبى عليه إلا أن يقول الشر وأن يرمي أقدار الناس بقصد وبغير قصد وأن يكثر عليهم السباب والشتائم لوجه الشر وحده ولوجه النار الآكلة التي تغلي مرجلها في صدره وحفيظته على كل من نبه في الأدب قدره أو رجحت في العلم كفته.

أما إذا كان هذا من أثر السفافيد التي شواك فيها الأستاذ الرافعي شيئا على صفحات العصور وطبعها في كتاب وزعت منه على ما أعرف آلاف النسخ في العالم العربي كله, فكن على يقين من أن تهجمك هذا ليس بمغنيك عما في هذه السفافيد فهي باقية معك طول حياتك, وستظل باقية بعد مماتك.

وكأني بك تريد أن تحتكر الأدب وتاريخ الأدب لنفسك فتنعي علي لأني كتبت في بشار وابن الرومي والمتنبي والمعري لأنك كتبت عنهم وإني أريد أن أكون العقاد في كل شيء, ومما يدل على سفاهة أحلامك أنك تكذب في هذا كذبا صراحا وإن كنت كذوبا فكن ذكورًا فإني لم


١ البلاغ ٢٣ مارس سنة ١٩٣٣.

<<  <   >  >>