للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكتب في ابن الرومي حرفا واحدًا, ولم أكتب حرفا واحدًا في المتنبي, أما ما كتبت في المعري فمقال تناولت فيه ناحية واحدة هي عقيدته في الخالق.

ولكن على تعمدك الكذب البين تعمدت أيضا أن تكون مغالطا فإنك لم تذكر أني كتبت عن مهيار الديلمي وإني قطعت في ذلك المقال برأي فيما تحدثه الورثة الأنثولوجية من أثر في الاتجاه الشعري, وكنت أول من قال بفكرة أن الدم الآري الذي يجري في عروق مهيار وابن الرومي أثرًا جعل النزعة إلى الحقائق وإلى الماديات أبين في شعرهما.

أما إني لم أنقد ديوانك الجديد أو شيئا من شعرك فإن ذلك ليس عن قصور بل عن عقيدة وعقيدتي فيك أنك شاعر لا يرجى منك أن تبلغ من الشعر أكثر من قولك:

أرى في جلال الموت إن كان صادقا ... جلالة حق لا جلالة باطل

وفيه من التواء الفكر ما يمضي بحسنات ألف بيت من الشعر الجيد.

أما قولك بأني حاولت أن أكتب متطوعا في جريدة وفدية لأنال الشهرة بمثل ما نلتها فثق بإني أعتقد أن الشهرة التي تأتي من وراء الصياح في الجرائد ومن نشر العناوين بحروف بارزة كبيرة. شهرة حقيرة في نظري وهي إلى العناوين أقرب منها إلى أن يكون فيها دلالة على شيء جدير بالاحترام ودليلي القاطع على هذا أنك قتلت جريدة مصر فلم ينقذها من الموت أدبك ولا أغناها عن السقوط أنك أستاذ بحروف المطبعة وقتلت بعد ذلك كوكب الشرق فلم ينقذها من الموت أدبك ولا أغناها عن السقوط أنك أستاذ بحروف المطبعة.

<<  <   >  >>