للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- من الرافعي إلى العقاد ١:

أما بعد فقد سبنا العقاد أفحش السب في كلمته. التي ظهرت بها جريدته اليوم كخرقة المطبخ.

وما ندري والله كيف يفهم هذا الرجل؟ ولا كيف يعتبر الناس يقرءونه؟ ولا ما هي فلسفته في السب والشتم؟ وهل هذا جهل منه أم تغافل؟ وهل هو تطاول أم تظارف؟ وهل تلك قدرة أم عجز؟

لقد درسنا جب العقاد في رده الأول ورده الآخر فما خرج لنا من ذلك إلا أنه جلف مدخول الطبيعة كان قد وقعت فيه معجزة غريبة فوضع الله في جسمه طبيعة أسوان من قدمه إلى عنقه ثم وضع في وجهه طبيعة القطب الشمالي فالرجل فاسد الحس ويحب ذلك عمقا في الإحساس يتسع به لنقائص الدنيا من الجمال إلى الجيف إلى المراحيض ويتسع جبينه "لكل موجود وموعود تؤام" ومادام إحساسه بهذا العمق فكل شيء كأنه جزء منه وإذا كان كل شيء جزءا منه فالقبح والفساد من بعض ما فيه.

ومادام له هذا القبح وهذا الفساد فلا قبح في غلطه ولا فساد في ذوقه، ولا فساد في ذوقه ولا يعات ما هو طبيعي لأنه طبيعي.

ومكابرة العقاد ومباهاته وفخره وبطره وكبرياؤه على ما فيه من الضعف والقلة والذلة كل ذلك من الأدلة القاطعة على ذهن مختل قد انفرد بنفسه في اختلاله انفراد ذوق صاحبه في اعوجاجه, ولا يكون القانون لمثل هذا الذهن إلا خطؤه وغروره.

لقد كنا على يقين من أن العقاد الجبار سينهزم عنا أقبح هزيمة وإنه


١ البلاغ في ٣ مارس ١٩٣٣.

<<  <   >  >>