للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليست له الأجولة, ثم يصرع فإنه هو يعرف في ذات نفسه أنه لا يملكه معنا ما يملكه مع غيرنا وهذا سبب آخر في شتمه إيانا لأن صيحة من تأخذه من حلقة لا تجيء كصيحة من أخذته من يده أو رجله, وما علينا يدخل العقاد ولا علينا يشعوذ ولا معنا يستطيع المستطاع.

من البراهين عند العقاد قول ذلك الذي هو أزكى وأبلغ رجل في الشرق هو المعفور له سعد باشا زغلول في وصف سياسة مصطفى صادق الرافعي في كتابه إعجاز القرآن كأنه تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم.

أمن براهين العقاد عند العقاد قول العقاد نفسه؟ وقد كتب عنا قديما في المؤيد وهو ينتقد كتاب إعجاز القرآن "ولقد اتفقت للرافعي في هذا الكتاب جمل وعبارات لم يتفق مثلها للعرب منذ أن تكلموا وخطبوا إلى أن ألفوا وكتبوا".

معذرة أيها القراء فإن الخجل لا يوضع على وجه من لا يخجل كهذا العقاد وليس للخجل دواء يستعمل من الظاهر, وأنا أعرف الكلام الذي يتحول في دم العقاد إلى سم يشتعل في روحه اشتعالا، وما قرظني سعد باشا بكلمته السماوية التي لا يعدوها أبلغ ما في الحقيقة ولا أبلغ ما في المبالغة بل قرظني وقتل العقاد بداء الحقد في وقت معا.

ولو حدثتكم أن هذا العقاد قال لي مرة في مجلس رئيس تحرير مجلة شهيرة هي "المقتطف" أنه أبلغ من سعد باشا وأذكى من سعد باشا حين لم يجد له مخرجا من كلمة سعد إلا بهذا الادعاء الساقط وإني أشهدت على كلمته هذه صاحبنا رئيس التحرير. ولو أنا حدثتكم في ذلك واقتصصت القصة على نسقها لأدركتم أي معتوه هو, بل أي أحمق ولعرفتم أن عندنا في مصر جبار

<<  <   >  >>