للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليها في هذا الزمان! الصور المتحركة التي ترينا وتسمعنا كل يوم ما يراه ويسمعه الباريسيون واللندينون وسائر الغربيين والشرقيين، والمطابع تنقل إلينا ما يقولون وما يعتقدون، والأصوات الحالية تحكي لنا ما ينشدون ويعرفون والعالم كله معروض لنا عرضا ينقله إلينا وإن كنا لا ننتقل إليه.

٣- حول كتاب: "أبو نواس" للعقاد:

عندما أصدر العقاد كتاب: "أبو نواس", تناول الدكتور طه حسين بالنقد فكان مما قاله أن علماء التحليل النفسي لهم مذاهبهم في البحث يخطئون فيها ويصيبون وهم يعتمدون في بحثهم على التجارب فتستقيم لهم حينا وتخطئهم أحيانا.

أما الأدباء فيذهبون في ذلك مذهب التقليد والمحاكاة لا مذهب الاستكشاف والاجتهاد، والعلم لا يجوز فيه التقليد.

إنه من العسير على الأدباء أن يجروا آراءهم هذه الاتباعية على الأحياء الذين يرون ويستطيعون أن يقولوا لهم ويسمعوا منهم ويراقبونهم عن قرب أو بعد. من العسير عليهم ذلك لأنهم لا يملكون أداة هذا البحث ولا يحسنون التصرف بها إن أتيحت لهم، فكيف بهم حين يجرون هذه الآراء على الموتى الذين بعد بهم العهد ولم يبق لنا من آرائهم إلا الأحاديث.

وقال العقاد:

إن دراسة الأدب لعلم النفس ودراسته للأدباء والشعراء على ضوء هذا العلم أمر ضروري، لأنه عندئذ سيتمكن من فهم ما يصدرون عنه، مثال ذلك أن أبا نواس وحكيم المعرة والمتنبي وبشار لا يخلو أحدهم من الاعتداد بالنفس، ولكن علم النفس يمكنك من التمييز بينهم لأنه يذكر لك أن

<<  <   >  >>