بل لو علمت في هذا النقد ما يغضب صاحبي أو يغيظه لنشرته ولضحيت بصحبة هيكل في سبيل ما أعتقد إنه حق.
وليس معنى هذا أني لن ألقى من رئيس تحرير السياسة شططا ولا عنتا، فأنا أعلم ما ينتظرني منه بعد أن يعود من سفره. ولكني أعلم أننا سنتحاور ونختصم، ثم نتضاحك ونفترق.
رد هيكل على طه:
أود أن أسألك عما إذا كان القارئ البعيد عني وعن روسو شعر بمثل شعوري بعد أن يفرغ من قراءتك، وقد عرف أن الكتاب مطبوع طبعا سيئا على ورق رديء, وأنه على ذلك كتاب دسم مفيد، ولكن سوء طبعه يصد عن قراءته، فما الذي يمكن أن يقف عليه من أمر الكتاب؟ ألا تظن أن يشعر بأنك لم تقرأ الكتاب بل اكتفيت بتقليب صفحاته، واقتصرت بعد ذلك على الكتابة عن الشكل والصورة الظاهرة من غير أن تكلف نفسك عناء الوقوف على موضع الكتاب لترى إن كان على سوء شكله يستحق احتمال القراء عناء مطالعته ولتندر مباحث الكتاب فنحكم له أو عليه.
وهب أن قارئك كان من الذين يولعون باستقصاء ما في الكتب مهما يحملهم هذا الاستقصاء من عناء وهب أنه كان من الذين لا يحفلون بالظواهر ولا يعنون كثيرا باللباس ولا يفهمون قيم الناس بأرديتهم ويحسبون التأنق لهوا، فماذا يكون حكم هذا القارئ على ما كتبت حين يراك اقتصرت على نقد الطبع والورق.
أما نقدك له غياب الفهرس والتبويب فكنت أود أن أشاركك رأيك