فيه لولا أن الجزء الثاني من كتاب جان جاك في غير حاجة إلى فهرس أو تبويب فهو يلخص رواية ماويز الجديدة وكتاب التربية وينقدهما، وليس فيه شيء آخر، وهل تحسب أن الفارق الكبير في نظم العلم والأدب إلى حد لا يصبح معه نقدك مشوبا بشيء غير قليل من الإسراف الذي ذكرت أنك لا ترضاه.
كنت أرجو أن لا يقف نقدك عند الغضب لي مني، وإظهار هذا الغضب في ثورة صريحة، وكنت أود أن نتناول موضوع الكتاب وأن تبين لقارئك في شيء من التفصيل ما تراه من وجوه حسنه وقبحه، وكماله ونقصه وما أحسبك حين تعرض لهذا النقد مضيعًا وقتك سدى.
٢- ثورة الأدب لهيكل؛ نقد طه حسين:
هل أنا في حاجة إلى أن أصف هيكلا وأحمد قلبه الزكي وعقله القوي وبصيرته النافذة وفهمه الصحيح لحقائق الحياة, فهيكل صاحب صحيفة يشرف عليها ويدير أمورها ويكتب فيها فصلا في كل يوم على أقل تقدير. وهو عضو في حزب سياسي يشارك زملاءه فيما يعملون, ويتحدث إليهم كل يوم في السياسة إذا كان الصباح فإذا كان المساء وهو أديب يقرأ فيكثر في القراءة وينوعها فيحسن تنويعها، يقرأ في الأدب الأنجليزي ويقرأ في الأدب الفرنسي، ويقرأ في السياسة ويقرأ في التاريخ، والغريب أنه لا يكره أن يقرأ في علوم القانون وهو على هذا كله يكتب في الأدب في موضوعات مختلفة منه، يكتب في الأدب الإنشائي فإذا هو يصف فيبدع في الوصف، وإذا هو يقص فيجيد القصص ويكتب في الأدب الوصفي فإذا هو ينقد الشعر وينقد النثر، ويوفق في هذا النقد إلى خير ما يطمع